الفكر الفلسفي للمصور الجدارى فى تناول الإستعارات الرمزية بجدارية مصر البهية The philosophical thought of the mural artist in dealing with symbolic metaphors in Misr Al-Bahia mural

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الرسم والتصوير-كلية الفنون الجميلة-جامعة الاسكندرية

10.21608/jfea.2025.407557

المستخلص

تدلل جدارية "مصر البهية" أن عظمة مصر ليس في الحضارة القديمة ولكن عظمتها تمتد على مر العصور. وقد جسدت الباحثة ذلك من خلآل إستخدام تقنيه الفسيفساء كوسيط بصري، مع توضيح قيمة مصر الثقافية والمجتمعية، مما جعلها تعبر عن المكان الموجودة به وهو قاعة السيدة الاولى بقصر الرئاسة في العاصمة الإدآرية الجديدة،. فتلك الجدارية  تربط بين الماضي والحاضر وتعبر عن الهوية المصرية بشكل يليق بقيمه المكان وأهميته. علاوة على الجانب الجمالي فهي رسالة وطنية وثقافية، توضح مكانة مصر كأرض للحضارة والتاريخ مع التركيز على دور المرأة عبر الأزمنة في رفعة شأن البلاد. وقد وظفت الباحثة الإستعارات الرمزية والعلاقات التشكيلية معاً لخلق حالة تعبيرية تؤكد الهوية وتباهي بالطبيعة المتنوعة التي تُميز أرض مصر. والمرأة المصرية، بمآضيها وحاضرها، حاضرة في العمل في إستعارات رمزية تتمحورحول العطاء والبهاء الذي ينعكس من روح تلك الأرض الطيبة. كما تؤكد الرموز الدينية وحالة الحصاد رسالة حول التناغم بين الإيمان والعمل، كذلك الربط بين السماء وعطاياها والأرض وخيرآتها، وبين التاريخ القديم والحديث والوقت الرآهن. واستطاعت الباحثة  أن تجسد هذه الرموز للتعبير عن موضوع العمل الذي جمعت فيه أيضاً بين ضياء شمس آتون و تسامح الكنيسة وقدسية الجامع وخصوبة الأرض التي لا تنضب، في نسيج دمجت فيه الماضي بالحاضر والإستفادة من الرموز الثقافية والتاريخية بأسلوب تعبيري رمزي سلس يسهل قرآئته.
والمرأة المصرية تقف في قلب العمل رمزاً للصمود، بينما يدور في فلكها الشمس والنيل، والأرض الطيبة، ولعل التناغم بين العناصر التشكيلية والتقنية المستخدمة في الجدآرية، قد حقق رؤية جمالية وإنسانية ذآت مغزى بالتركيزعلى جماليات البيئة المصرية القديمة، وتسليط الضوء على الرموزالثقافية الهامة في مصر القديمة، مثل المرأة والشمس و نهر النيل والرموز المصرية الحديثة ، مثل الفنان محمود مختار والفنان حسين بيكار ، فتلك الجدارية تحتفي بهما كرموز مصرية كما تحتفي بالمرأة كركيزة أساسية للحضارة في سرد بانورآمي يوضح عظمة مصر وبهائها.  إن إثراء العمل الفني بدلالآت وأبعاد رمزية متنوعة وإفساح مجال التعبير لدي المصور الجدآري لتحقيق المضمون من العمل، عن طريق التناص وهو مصطلح من المصطلحات المستحدثة للتعامل مع النص القديم والجديد على السواء، فالنص لم يكن أبداً نصا مستقلا، بل هو – وفقا لنظرية التناص – مجموعة من النصوص تداخلت فيما بينها وانصهر بعضها البعض في مخيلة الفنان، وتفاعلت مع تجربته الخاصة ثم خرجت بشكل جديد يعبر عن ذآتية التجربة.   والتناص هنا جاء كوسيلة لتقديم رؤية معاصرة حول وجهة نظر الباحثة وفلسفتها، وإيصال رسالة الى المتلقي، وقد لجأت الباحثة إلى بعض الإستعارات وإعادة تفسيرها بشكل ذآتي الصياغة، يحقق التمازج الفكري بين ما هو قديم وما هو معاصر، ليكون للتناص استحضارات وآضحة في المنجز الفني  لتتأسس علاقة من نصوص جمالية من تقنيات ورموز مختلفة، ليساعد ذلك على قراءة وتأويل العمل الفني المرتبط بعمل أخر لتوجيه ذهن المتلقى  الذي يفكك النص ويحلله لكي يمنحة معناه، ليترك أثره عليه على مستوى الوعي والقيمة الفنية والجمالية.

الكلمات الرئيسية


  1. الغذامي، عبد الله، ثقافة الأسئلة، مقالآت في النقد والنظرية، النادي الادبي الثقافي ط 2 جده 1992.
  2. تراث أمين عباس، عادل عبد المنعم شعابث، تناص الشكل في فن ما بعد الحداثة كلية الفنون الجميلة/ جامعة بابل مجلة كلية التربية الأساسية/ جامعة بابل ،العدد 15 ،  آذار/2014م.
  3. حماد، حسن محمد: تداخل النصوص في الرواية العربية،الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1997.